ومازال التحرش مستمرا

ومازال التحرش مستمرا !

مازالت حوادث التحرش الجنسي تتكرر كل يوم بل وأصبحت أكثر جرأة وعددا , حيث طالعتنا الصحف مؤخرا علي عدة حالات من التحرش , كانت منها حادثة عيد الاضحي الأخيرة التي وصل عدد التجمع فيها إلي مائة , من بين متحرش ومتفرج ومصور بكاميرا الموبيل , وتم استدعاء قوات الآمن وتم انقاذ الفتيات الثلاثة اللواتي تعرضن للتحرش , وكأنه عمل إرهابي يتم فيه استدعاء قوات الآمن وفيه ضحايا وإنقاذ .

وتكرار حالات التحرش الجنسي بهذا الشكل يعلن بشكل صريح عن حجم المشكلة , وهذا المستوي من التدني وغياب النخوة والرجولة وعدم الأمان في بلد تعتبر بلد الأمن والأمان , والغريب أن كل حادثة نسمع عنها , هناك متحرش وهناك متفرج وأيضا مصور ولم نسمع عن رجل يتدخل ويظهر رجولته و يدافع عن فتاة تتعرض للتعدي , لكن الواضح أن مفهوم الرجولة قد اختلف فأصبح يظن الشاب أن لمس أو معاكسة فتاة جرأة ورجولة .
وبالرغم من صدور احكام بالسجن علي مرتكبي حوادث التحرش السابقة بين سنة وثلاث سنوات , وكنت أظن أنها ستمثل رادعا قويا , وان آي شخص سيفكر ألف مرة قبل أن يقدم علي مثل هذا السلوك الدنيء , وسيرفض أن يسجن ولو يوما واحدا مقابل لحظات من اللعب واللهو يمكن الاستغناء عنها, إلا أن العكس هو ما حدث ولم يمثل الحبس رادعا أو مانعا لهذه الحالات التي وصلت لحد الظاهرة .
والواقع أن هذه المشكلة لها دوافع عديدة ولن يكون القانون أو الحبس حلا حاسما , فيجب أن نعالج الأسباب والدوافع لا أن نعالج النتائج ويجب علي المجتمع ككل أن يتكاتف , والحل الأهم يبدأ من البيت من التربية فبتعزيز القيم الدينية والأخلاقية والقدوة والنظر للفتاة كانسان يجب أن نحترمه ونحميه إذا تعرض لاذي , وأنها مثل الأخت أو الأم فلن يقدم الشاب الذي تشرب هذه القيم علي مثل هذا السلوك أبدا , وان نغير مفهوم الرجولة عند الشباب فالرجل هو من يحمي من يتعرض لاذي , ويساعد من يحتاج المساعدة , وان ننشر مفهوم خصوصية الجسد وان جسد الأخر كسيارته أو بيته لا يجوز التعدي عليهم .
وكما يقوم المجتمع بمحاربة نشر الرذيلة , فالمواقع الإباحية أيضا تمثل نشر للرذيلة , والغريب انه لا فائدة واحدة منها , بل أن المواد التي تبثها تمثل ضررا كبيرا , ودافعا لغرائز الشباب ومن أسباب التحرش الجنسي , فهل يعقل أن نترك شيئا يسبب لنا الضرر ولا فائدة منه ثم نشكو من نتائجه السلبية !!
ويجب أن ننظر للشباب خصوصا بعين الاهتمام والرعاية فهو مستقبل الأمم وصانع الحضارات , ويجب أن نستمع لمشاكله واحتياجاته , وان نوفر له فرص العمل التي تضمن له حياة كريمة ونمنحه الفرص لإثبات ذاته وإفراغ طاقاته بما يضمن سعادته وأيضا امن المجتمع.




No comments: