شهدت الساعات الأخيرة قبيل إغلاق باب الترشح للانتخابات الرئاسية عدة مفاجآت, كان أبرزهاا
ترشح السيد /عمر سليمان للرئاسة, والذي اعتبر الحدث الأكثر تعليقا وحديثا حتي الآن في وسائل الإعلام المختلفة, والذي دفع مجلس الشعب لعقد عدة جلسات طارئة لتبني قانون عزل سياسي , وكان هذا الحدث أيضا من الأسباب الرئيسية لمليونية "حماية الثورة" الجمعة الماضية.
في بداية إقرار قانون العزل السياسي قرر مجلس الشعب استبعاد الرئيس ونائب الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء ثم تفاجأ المجلس بأن القانون علي صيغته هذه سوف يعزل المشير حسين طنطاوي كوزير دفاع نظام مبارك ,وعمرو موسي كوزير خارجية سابق في نظام مبارك, ثم أعادوا النظر في القانون ليستبعد فقط الرئيس ونائب الرئيس ورئيس الوزراء,, وبالتي شعر الناس أن هناك تخبط واضح وان هذا القانون مفصل خصيصا لإقصاء السيد/ عمر سليمان والسيد/ احمد شفيق.
ثم اقترح احد النواب أن يكون نص القانون توفيرا للوقت " يعزل من الترشح لانتخابات الرئاسة كل من كان اسمه عمر سليمان أو احمد شفيق". هل من العدل أن يتم إقصاء أي مواطن لمجرد قبوله منصب نائب الرئيس لمدة لا تتجاوز 10 أيام , وكان كل دوره كنائب للرئيس أن يجتمع بالقوي الوطنية وشباب الثورة للوصل لحل يرضي جميع الأطراف, في وقت عصيب , كانت فيه مصر وكأنها علي الصراط المستقيم إما تنزلق إلي الجنة أو النار. أيضا السيد/ احمد شفيق , من المشهود لهم بالانجاز في مجال عمله في قطاع الطيران, هل من العدل أن يتم إقصاءه, لمجرد قبوله منصب رئيس الوزراء لبضعة شهور, والسؤال الأخر أليس السيد/ عمر موسي احد عناصر النظام السابق الذي عمل كوزير خارجية مصر لعدة سنوات وليس فقط لعشرة أيام أو بضعة شهور.
والسؤال, من الذي قام بإقرار قانون العزل السياسي؟ انه مجلس الشعب الموقر, الذي لا يمثل الشعب المصري خير تمثيل. هل العضو المحترم الذي قام بعملية تجميل في انفه وادعي الإسلام والكذب في نفس الوقت يمثل الشعب المصري؟ هل العضو المحترم الذي اتهم العالم/احمد زويل بالتبرع بنصف جائزة نوبل لاسرائيل يمثل الشعب المصري؟ هل العضو المحترم الذي سب المشير حسين طنطاوي الذي يمثل هيبة الدولة حاليا, مهما اختلفنا معه, يمثل الشعب المصري علي الرغم من أن اقل أخلاقيات الخلاف الفكري والسياسي لا تسمح بسب من تختلف معه؟ هل العضو المحترم الذي اقر بأن شهداء مجزرة بورسعيد ليسوا شهداء وبأن كرة القدم حرام يمثل الشعب المصري؟
من جهة أخري, اعترض الكثير من السياسيين والمفكرين علي حراسة الشرطة العسكرية للسيد /عمر سليمان, واعتبروا هذا الأمر وكأنه كارثة, ولكن لم يفكروا في لحظة واحدة أن هذا رجل مخابرات يحمل كنز من الأسرار عن مصر وبعض الدول الاخري , وانه ليس مثل أقرانه المرشحين مثل السيد/أيمن نور أو السيد/ عمرو موسي, وبما أنني احد موظفي القطاع المصرفي, فلا يمكنني الإفشاء عن حسابات أي عميل إلا بعد عدة إجراءات مصرفية وقانونية صارمة, وبالقياس علي أسرار دولة يحملها رجل واحد , فكيف لا نخاف علي هذا الرجل ونؤمنه, أثناء منصبه وبعد تركه المنصب حتي لو كان عضو في النظام السابق, فحماية هذا الرجل هي ليست حماية له في حد ذاته وإنما حماية لوطن مستهدف من الجميع.
أخيرا , أليس الشعب المصري الذي أطاح بأكثر الحكام فسادا وظلما في تاريخ مصر الحديث بقادر علي الإطاحة بأي شخص يميل عن رغبة الشعب؟ لماذا يفرض هؤلاء المعارضون الوصاية علي الشعب المصري؟ أليس صندوق الانتخابات الفيصل؟ أليست الديمقراطية تعني فليختار الشعب ما يريد؟ في الحقيقة مازالت توجد بعض الطوائف من الشعب تريد السيد/ عمر سليمان, وهذا حقهم ورأيهم, فلماذا نحجر عليهم؟ وقال بعض أعضاء حزب النور ,أن الانتخابات ستزور من قبل المجلس العسكري لصالح هذا الرجل , وان الأتوبيسات ستنقل المنتخبين من أعمالهم لانتخاب السيد عمر سليمان, وارد عليه بكل بساطة ألم تقم الأحزاب الإسلامية بالذهاب للناس في بيوتهم ونقلهم في أتوبيسات لترشيح مرشحيهم؟
تم نشر هذا المقال باسمي في جريدة الاسبوع علي الموقع الاتي :
http://www.elaosboa.com/artsys00/ArticleDetails.aspx?Aid=16779
No comments:
Post a Comment