التأييد الصريح لإسرائيل
ما يجري حاليا في غزة هو تنفيذ دقيق لما خططت له القيادات الإسرائيلية عبر شهور طويلة , وقد تعددت الأهداف الإسرائيلية من وراء هذه الحرب البشعة ومهما كانت الأهداف فالنتيجة علي ارض الواقع , أن مئات الشهداء يسقطون كل يوم بطرق قتل بشعة , وكأن إسرائيل تنتقم ليهود الهولوكوست ! فالقتل جماعي لا يفرق بين مدني و مقاتل أو شابا وطفل , و في كل اتجاه , وبأحدث الأسلحة و المحرمة دوليا التي تنطلق كقطعة واحدة ثم تتناثر إلي عشرات الشظايا , وفوق كل ذلك أن الحرب دائرة داخل المناطق السكنية , هذا القتل البشع جاء بعد أعواما من الحصار والحرمان من مقومات الحياة الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن امن , إن مئات الآلاف من الأبرياء يعيشون لحظات حياتهم في خوف ورعب من جانب دولة تعد الرابعة علي العالم في تصدير السلاح .
وباستمرار التعدي الإسرائيلي علي الإنسانية , تحولت وسائل الأعلام العربي لساحة للتعارك بين أطراف هدفهم واحد وقضيتهم واحدة وعدوهم واحد , عدو استطاع أن يستغل هذه الخلافات , ليفوز بتأييد دولي ويمضي في جرائمه دون أي تحسب للرفض العربي أو المشاعر الإنسانية , أما المقاومة الفلسطينية في حقها المشروع في الدفاع عن أرضها ضد الاحتلال , والتي يؤيده العرف التاريخي والإنساني , لاقت تنديدا دوليا وتخليا عربيا .
فكان الهجوم علي مصر بخروج المظاهرات في بعض الدولية العربية تهتف ضد مصر, ولم يدرك هؤلاء دعم وجهود مصر للقضية الفلسطينية وان امن مصر حقها أولا , وان العدو يريد أن يستغل الموقف لإخراج الفلسطينيين من أراضيهم ليعيشوا علي ارض سيناء ومن حق مصر أن تعارض , مصر لم تغلق معابرها أبدا أمام المعونات أو الجرحى الفلسطينيين , ولا تستحق كل هذا الهجوم.
ثم كان الهجوم علي السيد / حسن نصر الله من الحكومة ومن الجرائد القومية التي وصفته بالحانوتي والحشاش والمنافق , ثم قام بعض المحاميين المصرين بتشكل لجنة لرفع دعوة ضده في محكمة العدل الدولية , شيء مضحك والله , ماذا فعل الرجل لينال كل هذا الهجوم فما قاله حسن نصر الله في حديثه للمصريين بالخروج لغزة لا يستحق كل هذا الاستهلاك الإعلامي , ما قاله هو في النهاية مجرد دعوة ليست ملزمة لأحد , والصور والمجازر الإسرائيلية اقوي بكثير في التأثير علي أي شعب وإثارته للخروج والغضب من دعوة حسن نصر الله وظهرت قوة هذا التأثير في دموع رئيس وزراء تركيا , إن حق الاختلاف حق كل طرف و حتي عند الاختلاف معه في الرأي والموقف , هل هذا هو الوقت المناسب لإعلان الهجوم عليه ؟ ثم الهجوم علي إيران ؟ وكأن إيران قد أمرت حزب الله بشن الحرب علي عزة !!! الم نعد ندرك عدونا من حبيبنا ؟
ووسط كل هذا نري حلفاء إسرائيل في تأييد صريح لها وينددون بصورايخ المقاومة الفلسطينية التي لا تتناسب مطلقا مع القوة العسكرية الإسرائيلية , فعارضت الولايات المتحدة مجرد إصدار قرار دولي من مجلس الأمن يدين إسرائيل , انه مجرد قرار إدانة وليس إلزاما بوقف إطلاق النار, مما شجع إسرائيل أن تتجبر وتتعالي , فحلفائها لم يتخلوا عنها وبالرغم مما تسببه إسرائيل أحيانا من إحراجا واستفزازا للولايات المتحدة , فأحيانا كانت إسرائيل تبيع أسلحة أمريكية إلي الصين , وأيضا كان تتجسس علي أمريكا , وبالرغم من ذلك مازال الدعم والتأييد الصريح مستمرا, حتي الرئيس الأمريكي الجديد الذي ظن فيه الكثير خيرا أعلن دعمه الصريح لإسرائيل , وإذا اتجهنا إلي الطرف الأخر وجدنا أن أطراف الأمة العربية , التي تتوافر لهم شروط وظروف الاتفاق والوحدة , من عقيدة واحدة ولغة واحدة وتقارب ثقافي , إلا أنهم فشلوا في التوصل لموقف موحد او ان يعلن بعضهم التأييد الصريح والدعم الكامل للمقاومة .
وإسرائيل بالرغم مما تقوم من جرائم إنسانية, واختراق للقوانين الدولية , لاقت دعما دوليا وتأييدا صريحا من بعض الدول , الم يحن الوقت لنبذ الخلافات والترفع عن الصغائر, ونعلن الدعم السياسي والمادي والتأييد الصريح لحق المقاومة الفلسطينية في مقاومة المحتل , في محاولة لمحاكاة نموذج التأييد الصريح والكامل لإسرائيل .
10-01-2009
No comments:
Post a Comment