هذا المقال رسالة للاستاذ الصحفي احمد المسلماني ردا عن مقاله وقفه مع الاستاذ المنشور في المصري اليوم بتاريخ 12-يناير 2009 ولقب الاستاذ في الصحافة المصرية معروف انه يطلق علي الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل , وقد قمت بارسال هذ الرد للصحفي احمد المسلماني وانتظر منه الرد .
وهذا لينك المقال الكامل للاستاذ احمد المسلماني
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=194438
السلام عليكم ورحمة الله
الأستاذ احمد اتابعك منذ ظهورك علي قناة دريم وعلي صفحات المصري اليوم , واتابع أيضا كتاب مصريين آخرين عظماء عاشوا التاريخ وتأثروا به وفي النهاية كتبوا التاريخ , هؤلاء هم الاساتذه .وما د فعني لكتابة هذه الرسالة هوانك تهجمت علي واحد ممن عاشوا التاريخ وكتبوه أيضا .
ماد فعني لكتابة هذه الرسالة لك , انك تهمني وان الأستاذ يهمني , وكلاكما قيمة لمصر , وإعمالا لنصيحة حبيبنا عليه الصلاة والسلام انصر أخاك ظالما أو مظلوما .
مقالك المنشور في المصري اليوم ( وقفة مع الأستاذ ), وكلامك في حلقات الطبعة الأولي عن الأستاذ , كلاهما ينم عن فكر داخلك يرفض الأستاذ شكلا ومضمونا .
مهما تكن أسباب الرفض فهذا حقك في الاختلاف والرفض ولكني أريد أن أرد علي بعض نقاط مقال المصري اليوم علك تعيد النظر فيما تعتقد , وحتي يستريح ضميري لأنني اشعر أنا هذا ظلم للحق في غير موضعه .
أولا : كتبت في مقالك : قال الأستاذ في تفسير صمته الطويل في التعليق على ما يجرى في غزة: «عندما تصل الأحداث إلى هذه الدرجة من السخونة فإنني أفضل باستمرار النظرة على مجمل الحوادث».. وهذا قول غريب، فماذا يفيد التحليل بعد بلورة الحدث وانتظام الوقائع واكتمال المشهد..
الرد : الأستاذ هو محلل للإحداث وليس صانع قرارات أو صاحب سلطة والأنسب دائما لمحلل الأخبار , أن يري اكبر قدر من الحدث وان تكون الصورة شبة كاملة أمامه حتى يقدم تحليلا دقيقا للحدث , وما الغرابة في ذلك , إذا كان الرجل ليس صانع قرار, يحتم عليه اخذ موقف سريعا حتى لا يتطور الحدث , هل صمت صانع القرار كصمت محلل الخبر ؟ لقد ساويت بين الاثنين .
ثانيا : قال الأستاذ «إن قناة الجزيرة قد لعبت دورا كبيرا في التعبئة».. وهو قول غير صحيح، ذلك أن الجزيرة التزمت المهنية والحياد، وسمحت لقادة إسرائيل بمثل ما سمحت لقادة حماس.. وجودا وحدودا.. لقد قال الأستاذ في شأن «الجزيرة» ما لم تقله في نفسها .
الرد : نعم لقد لعبت الجزيرة دورا كبير في التعبئة ولماذا تعتبر هذا الكلام عن الجزيرة غير صحيح . فلولا الجزيرة , ما رأينا دموع الرئيس رجب طيب ولولا الجزيرة , ما قامت شعوب الأرض بجمع كل هذه التبرعات , ولولا الجزيرة ما تجدد العداء ضد إسرائيل .
هل نسبة ظهور المتحدثتين الاسرائليين علي الجزيرة تمثل شيئا في نسبة ظهور المتحدثتين الفلسطينيين ؟
وما مصلحة الأستاذ في مجاملة الجزيرة , وان كان من حقة أن يجامل ويقول في الجزيرة ما لم تقله في نفسها فعلا , فهي القناة الوحيدة التي اتاحت له الفرصة ليتحدث عن حقائق دون حذف أو تضييق , سيدي لو تتذكر لقد ذهب الأستاذ إلي قناة دريم قبل ارتباطه بالجزيرة ووجد شروطا لحلقات برامجه , مما دفعه للبحث عن منبر أخر يجد فيه حرية الحديث , إن الجزيرة تفخر بالرجل اكتر مما يفخر هو بها . وكتبه في كل المكتبات فهو ليس بحاجة لشهرة . وحتى جريدة المصري اليوم التي تكتب أنت فيها تتفاخر بنشرها حلقات الأستاذ علي الجزيرة .
ثالثا : قال الأستاذ عن تعقب أجهزة السلطة لحكومة حماس بعد وصولها الحكم إن «حماس قامت بإزاحة هذا الطابور الخامس وبدون عواطف .. وكان لديها حق شرعي» وهكذا وصف الأستاذ السلطة الفلسطينية قولا واحدا بأنها «طابور خامس» أي سلطة تجسس إسرائيلية.. أي أن السلطة في التحليل الأخير هي جزء من جهاز الموساد، وهذه هي الترجمة السياسية لوصف «الطابور الخامس» وهو اتهام خطير لا دليل عليه، ثم شامل لم يستثن أحداً.. وهو فوق ذلك يؤسس للانقسام.. إنه بمثابة إعلان مبادئ للحرب الأهلية.. حماس تحارب الموساد!
الرد : كونت من كلمة الطابور الخامس قصة انتقام وحرب أهلية , واتهمت الأستاذ بأنه يؤسس للانقسام ويعلن الحرب الأهلية , لماذا أثرت هذا التفسير , ولماذا لم تقل أن رأي الأستاذ في السلطة الفلسطينية كالطابور الخامس , هذا مجرد رأيه وفي نفس الوقت انتقدت الأستاذ في الفقرة السابقة لأنه لم يقل رأيه في حماس عندما قال «جاء أناس تختلف أو تتفق معهم» .
وعندما قال رأيه عن السلطة هاجمته أيضا , أين مبدأ الرأي والرأي الأخر, إذا قال رأيه لا يعجبك وإذا سكت لا يعجبك , كثيرون غيره يعتبرون السلطة طابور خامس , حماس والأخوان يعتبرون السلطة طابور خامس تعمل لحساب إسرائيل .
رابعا : قال الأستاذ إن رغبة الرئيس بوش تمثلت في أن يكون عام ٢٠٠٨ هو عام التسوية , وأن الخطة الأمريكية التي كانت إسرائيل عنصرا فاعلا فيها تستهدف حلا دائما ينهى الصراع العربي الإسرائيلي.. وهو تحليل في مجمله غير صحيح.
الرد : قال الأستاذ إن رغبة الرئيس بوش ولم يقل اعتقد أن الرئيس بوش يريد تسوية , ونحن نعلم أن بوش كثيرا ما يعلن عن دولة فلسطينية وعن وعوده بالتسوية . لقد قال الأستاذ هذا الكلام , من كلام بوش الذي يقوله والذي يصدقه غالبية الحكام العرب , وكذلك هو حالهم مع إسرائيل منذ أكثر من خمسين عاما .
وقد وصل بحاكمنا العرب الحال , إلي أن وقعوا اتفاقات وحضورا مؤتمرات وجلسوا حول موائد المفاوضات , اعتمادا واقتناعا بكلام بوش ووعوده التي ذهبت أدراج الرياح .
خامسا : قال الأستاذ: «إنني أعرف أن إدارة بوش وافقت وشجعت». وقال: «فيما أعرف فقد ذهبت مجموعة من الدفاع والمخابرات الخارجية وأحاطت أوباما علماً» واستخدام الأستاذ عبارات «إنني أعرف».. «فيما أعرف» يوحى بأن الأستاذ قد اتصل بأي من الرئيسيين بوش أو أوباما أو قادة الإدارة الأمريكية.. ولكن الأستاذ لم يقل من أين يعرف.. لاسيما أن ما قاله الأستاذ لا جديد فيه على الإطلاق.. بل هو المنطق العام للأمور.. يمكن أن يصل إليه عامة المشاهدين والقراء!
الرد : تتهم الأستاذ بألفاظ استخدمها , من أين تأتي المعرفة ؟ في أكثر الأحوال من القراءة , وحضرتك استخدمت الكلمة ( يوحي) واعتقد انه لا مجال هنا للحديث عن إيحاءات , لا خطأ في أن يقول الأستاذ إنني اعرف , وكأنه يقول مما قرأت فانا اعلم أو اعرف , أول ما يخطر بذهن القاريء أو المستمع للأستاذ , انه عرف من القراءة ثم بعد ذلك انه عرف من سماع شخص ما يتحدث في الأمر أو انه استمع إلي إذاعة , وليس انه اتصل برئيس دولة وخصوصا بوش أو اوباما حتى يعرف ولا ادري كيف أوحت كلمة انني اعرف لك بهذا الإيحاء الغريب !
أيضا تقول... لاسيما أن ما قاله الأستاذ لا جديد فيه على الإطلاق.. بل هو المنطق العام للأمور.. يمكن أن يصل إليه عامة المشاهدين والقراء!
هل يفترض علي الأستاذ أن يكون كل كلامه غريبا بعيدا عن المنطق العام للأمور ؟ اعتقد انه لا
يفترض علي أي متحدث أن يكون كل كلامه , لا يعرفه آخرون , بل اننا نعلم انه في رسائل الماجستير والدكتوراه وحتي في تأليف الكتب فإنها جميعا لابد أن تحتوي علي كلاما منطقيا عاما يعرفه آخرون في أجزاء منها , وفي بداية الحديث في موضوع معين قد نسرد كلاما عاما يعرفه الآخرون ثم نسير به في اتجاه مختلف حسب رؤية المؤلف أو المتحدث. وقد نذكر هذا الكلام العام ولا ننحرف عنه وهذا يعني ضمنيا الاتفاق معه .
سادسا : والأخطر هو قول الأستاذ: «كنت أتمنى ألا تطلق حماس صواريخها».. إن
حماس برأي الأستاذ لا تفهم في السياسة الداخلية ولا الخارجية.. وقد أخطأت بإطلاق الصواريخ. وظني أن هذا هو منطق إسرائيل، أن حماس حركة جاهلة، وأنها أخطأت في إدارة الهدنة وعدم تجديدها.. وأن صواريخها هي سبب الحرب عليها.
الرد : قال الأستاذ رأيه معبرا عنه في أمنية , الأستاذ يتمني من حماس أن لو كانت اتخذت موقفا أخر ولم تطلق الصورايخ , ربما أراد من ذلك أن يقف العالم مع حماس وان لانعطي فرصة لإسرائيل لتبرير حربها علي غزه وان يظل العالم متعاطف معها وفعلا بسبب إطلاق الصورايخ نجحت إسرائيل في إقناع الكثير من دول العالم بأن حماس هي السبب في قتل الشعب الفلسطيني , ولماذا مثلت منطق هيكل بمنطق إسرائيل العدو الأكبر لنا , ولم تمثله بمنطق أغلبية الحكام العرب وعلي رأسهم حاكم مصر , ولماذا لم تنظر للرأي الأخر الذي يقول إن ما تحققه صورايخ حماس من عائد لا يتساوى مطلقا مع الخسائر من ورائها .
سابعا : قال الأستاذ: «أنت في مصر على حدودك إسرائيل فيها ٢٠٠ قنبلة نووية».. «وهذا يفرض عليك إما أن تخضع لابتزاز القوة فتصبح في أزمة.. أو تطلب حماية أمريكية أو أن تملك سلاحاً نووياً.. والظروف صعبة جداً، والتكلفة غير معقولة وأنت وقعت على الاتفاقية».. ثم يمضى الأستاذ هيكل بعد أن حطم باب الأمل وأغلق باب السياسة: «عندما تكون إلى جانب دولة نووية وأخرى لا تملك هذا السلاح.. هذا لا يحتاج لأن ترسل إسرائيل أكثر من سكرتير ثالث في سفارتها لإبلاغ ما تشاء لوزير الخارجية»، هكذا في حالة تيئيس شاملة.. أطفأ الأستاذ كل الأنوار..
الرد : لا اعتقد أن التحليل السياسي أو تحليل حدث معين يجب أن تحتل فيه العاطفة والمشاعر أي مكان أو تتمتع بأي وزن . حتى يكون موضوعيا وحقيقيا , أليس ما قاله الأستاذ حقيقة , يدركها الحكام والعسكريون قبل المحللين والصحفيين . الأستاذ يحلل موقف موجود بالفعل ويعرض ثلاث حلول محتملة من وجهة نظره , هل تريد أن يوقد الأستاذ كل الأنوار وينشر الأمل , ونعيش في سبات ونبات , والموت علي حدودنا ؟ ولو كان ما قاله الأستاذ غير حقيقي ما كان هذا حالنا ! وما تركنا إسرائيل تقتل بوحشية المتعطش للدماء إخواننا في غزة , ونتفرج أنا وأنت عليهم ثم نذهب لمعاشرة أزاوجنا !
ثامنا : قال الأستاذ نقلاً عن ساركوزى نقلاً عن «هاآرتس» نقلاً عن الموساد: «إن الرئيس مبارك قال إنه لا يجب أن تنتصر حماس».. هكذا الأستاذ الذي علمنا التحقق من المصادر.. ينقل أخطر اتهام من صحيفة إسرائيلية ليعيد ويزيد فيها.. كأنه وقع على سبق صحفي نادر.
الرد : تتهم الأستاذ انه لم يتحقق من المصادر . كيف ذلك وهو قد ذكر قبل أن يقول العبارة : نقلاً عن ساركوزى نقلاً عن «هاآرتس» نقلاً عن الموساد , .ما فعله هو نقل كلام موجود علي صدر صحيفة تباع وتشتري بين الناس ولها موقع علي الانترنت . الأستاذ ذكر خبر نشر في جريدة يعني لم يقل شيئا من عنده .
أيضا المستشار سليم العوا والكاتب فهمي هويدى والسفير عبدا لله الاشعل قالو إن مبارك لا يريد أن تكون هناك حكومة إسلامية في غزة لذالك يعمل على القضاء على حماس , وأيضا فانه من الملاحظ في كل المنتقدين هو عدم الدقة في النقل عن الرجل , و لعل المنتقد لم يسمع الحوار أصلا. لذا أجد أنه من الضروري توضيح ما قاله الأستاذ هيكل في هذه النقطة تحديداً، لقد قال: "إنه يحزننى أن أسمع كلاما قيل نقلاً عن لسان الرئيس مبارك من أن حماس لا يجب أن تنتصر في هذه الحرب، ثم لا أسمع تكذيباً له من الرئاسة , الرجل إذا خزين ولا يقول ذلك شماتة في مصر . فحضرتك تلومه علي انه نقل كلاما يقال في حقنا في الخارج ولم يكذبه احد , الأستاذ لم يخطأ عندما فعل ذلك .الأستاذ يشكر عن ذلك . وهذا موقع الجريدة والخبر المنشور.
http://www.haaretz.com/hasen/spages/1052974.html
أستاذي لقد كتبت لك حتي أستريح , واستنادا لمبدأ للرأي والرأي الأخر , فلك رأي أنت حر فيه وللأستاذ رأي هو حر فيه ولي رأي أنا حر فيه , ولكن لا بأس إن قام احدنا بتصحيح رأي ما أو تبصير الآخر بشيء ما قد يكون غائبا عنا
في امان الله
No comments:
Post a Comment