سحر مهند والخلافة العثمانية !

لقد فرضت تركيا نفسها إعلاميا واقتصاديا وسياسيا بصورة قوية الأعوام الماضية وخصوصا الأيام الماضية , بدرجة لا يمكن إنكارها أو وصفها بفقاعة ما تلبث تكبر, ثم تنفجر لتعود للاشيء , مما أعاد للأذهان مجد الخلافة العثمانية .

فإعلاميا , أصبحت الدراما التركية قوة ناعمة تفرض نفسها وتأثيرها علي الشعوب العربية , وهذه القوة الناعمة لا يستهان بها دائما فكما قال الأستاذ هيكل " أحيانا ما تكون القوة الناعمة اشد تأثيرا علي الشعوب من القوة العسكرية "

فقد كثر الحديث هذه الأيام عن مسلسل نور وبطله المحبوب مهند , ونال المسلسل نصيبا كبيرا من النجاح في كثير من أنحاء العالم العربي أكثر من تركيا نفسها , حتى أصبحت أجد عامة الناس متأثرين بالمسلسل , ففي العمل وبين الأقارب والأصدقاء لا يتوقف الحديث عن مهند وما فعله في حلقة أمس , وعلي الفيس بوك توجد مجموعات خاصة بمسلسل نور , و حتي مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله انتقد مسلسل نور والمسلسلات التركية بوصفها خبيثة وانحلالية وإنه لا يجوز مشاهدتها , حتى شعرت أن شبح مهند يلاحقني في كل مكان . وليس مسلسل نور الأول الذي نال هذا النجاح وهذه الشعبية , فقد سبقه المسلسلات التركية " سنوات الضياع " و " دموع الورد " .

وسياسيا , فقد شاهدنا دموع رجب طيب اردوغان أثناء حرب عزة , ثم رفضه تلقي أي اتصالات هاتفية من اولمرت أثناء حرب غزة , ثم انسحابه من منتدى دافوس العالمي من أمام شيمون بيريز, , ثم جهوده في المبادرات العربية لدعم القضية الفلسطينية , ودور تركيا كوسيط بين سوريا وإسرائيل , لقد خلقت مثل هذه المواقف السياسية والأخلاقية التركية شعبية لتركيا في الوطن العربي وان بدا بعضها انفعاليا .

واقتصاديا , تبذل تركيا قصارى جهدها وتقيم مفاوضات بين الحين والأخر للانضمام للاتحاد الأوروبي , فتركيا تعلم حجم العوائد التي سوف تعود عليها اقتصاديا وبالتالي سياسيا واجتماعا في حال أصبحت تركيا دولة تابعة للاتحاد الأوربي , مع ناحية أخري , نلاحظ حرص إسرائيل الشديد علي علاقتها بتركيا لما يربط البلدين من علاقات اقتصادية قوية والتعاون العسكري المشترك بينهم , وأيضا ارتفاع نصيب المواطن التركي من الناتج الإجمالي إلي أكثر من 9000 دولار سنويا .

فهل حقا مهند الذي سحر أكثر من ثمانين مليون مشاهد عربي حسب إحصائية نشرت علي موقع قناة الام بي سي , واردوغان الذي اسعد الملايين بمواقفه الأخلاقية والسياسية لصالح قضية الأمة , وتركيا كدولة اتحاد أوروبي , بوادر لهيمنة تركية وعودة لمجدها حين كانت تمثل عاصمة الخلافة الإسلامية ؟

الجمعة 13-2-2009
hany_hagr40@yahoo.com

No comments: